تأمل فى كلمات المسيح وهو على عود الصليب

من طرف **ramy** الإثنين 20 يوليو 2009, 4:30 pm

بسم الاب والابن والروح القدس

ان السيد المسيح تكلم سبع كلمات على الصليب فهو لم يتكلم اثناء المحاكمات ولا اثناء التعذيب الا نادرا واما على الصليب فتكلم وتكلم من اجلنا لنفعنا وخلاصنا وكان لكل كلمه هدف ولكل كلمه تاثير
ونلاحظ فى كلمات السيد المسيح على الصليب عنصر العطاء....اعطى لصالبيه المغفرة واعطى اللص اليمين الفردوس واعطى للعذراء ابنا روحيا واعطى ليوحنا الحبيب بركه العذراء فى بيته واعطى للاب ثمن العدل الالهى واعطى للبشريه كل هذا فى الوقت الذى قدموا له فيه مرارة وخلا
فها نحن نجثو بجانب صليبك يا ابن الله فابلغنا اخر كلماتك واودعنا ختام وصاياك واعطنا ان نهتم بما كان موضع اهتمامك وارشدنا اليه
والكلمات السبع كلها تتصف بالعجب:

+الكلمه الاولى :صفح عجيب.......
"يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 34:23)
ان السيد المسيح الذى نادى بمحبة الاعداء هو اول من نفذ هذه الوصيه وسار حسب تعاليمه الصالحة واول ما فكر فيه كان انقاذ كارهيه وصالبيه

+الكلمه الثانيه:غفران عجيب:
"الحق اقول لك انك اليوم تكون معى فى الفردوس" (لو43:23)
لقد كان اللص اليمين هو اول انسان خاطبه الرب على الصليب ولعل مغفرة الرب لصالبيه اثرت فى اللص القاسى هذا التاثير العميق فاللص طلب ان يذكره فى اليوم الاخير فى ملكوته اما المخلص فاجابه (اليوم) ولم يقل له بعد ان تكفر عن اثامك...بل قال له اليوم اى قبل غروب الشمس ستنتقل من الصليب الى الفردوس وقد اظهر المخلص انه كاهن يشفع فى المذنبين وانه ملك ايضا مستعد ان يقبل التائبين اليه فى دار ملكه

+الكلمه الثالثه:عنايه عجيبة:
"هوذا ابنك.....هوذا امك"(يو27:19)
كان الاهتمام بالاخرين هو اول ما يشغل الرب على الصليب فكما اهتم بصالبيه وكما اهتم باللص اليمين هكذا اهتم بامه وعهد برعايتها الى تلميذه الحبيب يوحنا
عهد بالبتول الى تلميذه البتول....
عهد بامه التى حملته كثيرا على صدرها الى تلميذه الذى اتكا كثيرا على صدره....
عهد بامه التى وقفت الى جوار صليبه الى تلميذه الوحيد الذى تبعه حتى الصليب....
عهد بامه التى حملت فى داخلها جمر الاهوتيه الى تلميذه الذى كتب انجيلا فيما بعد يثبت فيه لاهوته وبهذا اعطانا الرب مثالا عن الاهتمام بالاقرباء حسب الجسد وبخاصه الام

+الكلمه الرابعة:ترك عجيب:
"الهى الهى لماذا تركتنى"(مت 46:27)
ان هذه العبارة تعطينا الكثير من العزاء كلما نقع فى الضيقات ....ان كلمة الله الاب "لم يشفق على ابنه"(رو23: وسلمه لهذا العذاب والحزن ....فلماذا نتذمر نحن على الالام التى يسمح بها الاب؟ ان كان الاب قد سر ان يسحق بالحزن ابنه الوحيد الحبيب ومع ذلك فنحن لم نتعرض لشىء من كل الام المسيح على الرغم من استحقاقنا لكل الم فلماذا اذن نتذمر على الضيقات؟

+الكلمه الخامسه:احتياج عجيب:
"انا عطشان"(يو 28:19)
عجيب ان يعطش الينبوع الذى يهب الماء الحى لجميع العطاش
عجيب ان يحتاج الى الماء الارضى من يسقى الكل من ينبوعه الذى لا ينضب ابدا يا للحزن العميق! هل الابن المحبوب يعطش؟ الذى حول الماء خمرا فى عرس قانا الجليل يحتاج الى ماء ! الذى اخرج من الصخره ماءفى البريه يقول انا عطشان!
لم يتالم المسيح من مرارته الخل بقدر ما تالم من قساوه قلوب مقدميه

+الكلمه السادسه:نصرة عجيبة:
"قد اكمل"(يو30:19)
لقد اكمل المخلص عمل الخلاص للجميع واستطاع نسل المراءه ان يسحق راس الحية......استطاع -وقد ملك على خشبة-ان يدمر مملكة الشيطان لقد اكمل الرجاء امام القديسين الراقدين

+الكلمه السابعة:موت عجيب:
"يا ابتاه فى يديك استودع روحى"(لو46:23)
فى هذه العبارة طمانينة عظيمة لنا من جهة خلود الروح انها لا تنتهى بالموت...فالموت بالنسبة لها مجرد عبور او انتقال من حياة الى حياة.انما المهم فى الموضوع كله هو اين تستقر الروح بعد انتقالها ؟ ان اطمان الانسان على هذه النقطه استقبل الموت بفرح وقال : لى اشتهاء ان انطلق
يا ليتنا نضع هذه الكلمات الغالية التى قالها السيد المسيح على الصليب فى قلوبنا ولتكن ذات فاعلية فى حياتنا لنقراها بامعان ونتفاعل معها فيجعلها الله بركه لحياتنا